اخبار اقتصادية

ما الذي يجعل تجار الفوركس متوترين في اول يوم تداول في العام الجديد 2014 ؟!

تعكس عمليات البيع المكثفة التي تعرضت لها العملات والاسهم اليوم مدى التوتر الذي تعاني منه الاسوق االمالية، ولكن ما الذي يمكن ان يصيب التجار بالتوتر  مع بداية العام؟ من المفترض ان عام 2014 عام جيد بالنسبة للاقتصاد الامريكي وعلى الرغم من انخفاض مؤشر ISM الصناعي، الا ان البيانات الاقتصادية الامريكية التي صدرت في الآونة الاخيرة تتوافق مع التعافي المستمر في الاقتصاد الامريكي. ولكن التحسن في الاقتصاد يعني أيضًا ان البنك الفيدرالي سوف يستمر في  مساره في تقليص مشتريات الاصول مما سيؤدي الى  ارتفاع تكاليف الاقراض للمستهلكين ورجال الاعمال. كان عام 2013 عام رائع بالنسبة لسوق الاسهم ولكن ارتفاع الاسعار زادت من تكلفة القيام باي اعمال تجارية، مما قد يكون امر سلبي للاسهم ولكننا لم نرى حتى الان تصحيح كبير. وبالتالي من غير المعتاد ان نشهد عمليات بيع في الاسهم خاصة في ظل ضعف السيولة. وقد انتقلت عمليات البيع المكثفة هذه الى سوق الفوركس، مما دفع الدولار الامريكي للاعلى ودفع العملات الاخرى للاسفل. كما ان انخفاض عوائد السندات الامريكية لعشر اعوام يؤكد على ان معدلات كره المخاطرة تقود حركة السعر في الاسواق المالية.

وبعيدا عن احتمالات تقليص مشتريات الاصول من البنك الفيدرالي، فقد تلقينا تأكيد بأن الاقتصاد الصيني يتباطأ، مما يمثل خطر بالنسبة للدول التي تعتمد على الصين لتنمو. وسوف يجعل التباطؤ في الصين من الاصول الامريكية اكثر جاذبية هذا العام. وخلال العقد الماضي، اتجهت الاموال من الغرب الى الدول النامية سعيا وراء فرص نمو اكبر. وبينما لا تزال الصين تنمو بمعدل اسرع من أمريكا في عام 2014، الا ان التباطؤ في الزخم  سوف يجعل المستثمرين متوترين بشأن ترك اموالهم راكدة بلا عمل في الشرق وقلقين بشأن فقد الفرص في الغرب. وبهذا فإن التباطؤ في القطاع الصناعي الصيني يساهم في عمليات البيع التي شهدناها اليوم في الاسهم والعملات. ومن بين الدول المتقدمة، تعتبر استراليا من احد الدول التي تضررت من تباطؤ معدل النمو الاقتصادي الصيني ونبدأ في رؤية دليل على هذا في مؤشر مديري المشتريات الذي تم الاعلان عنه اليوم والذي أظهر تباطؤ النشاط الصناعي  للشهر الثاني على التوالي.

وفي المقابل، تفوق اداء الاقتصاد الامريكي على توقعات السوق. فبينما انخفض مؤشر ISM الصناعي من 57.3 من 57.0 في شهر ديسمبر،  كان رجال الاقتصاد يتطلعون الى انخفاض اكثر يصل الى مستوى 56.8. وقد شهد التجار ارتفاع قوي في بند التوظيف وبند الطلبيات الجديدة في هذا المؤشر. كما تفوقت معدلات الانفاق في قطاع الامشاءات على التوقعات، مرتفعة بنسبة 1.0% في نوفمبر من 0.9%. وكان من المتوقع ارتفاع المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية الى مستوى 334 ألف وبدلا من هذا، انخفضت هذه المعدلات من 341 ألف الى 339 ألف. وتشير هذه التقارير الى ان الاقتصاد الامريكي لا يزال يسير في مسار التعافي القوي وسيبقى هكذا في عام 2014.

لا توجد تقارير اقتصادية امريكية هامة يوم غد الجمعة، ولكن ستكون هناك احاديث عديدة من مسؤولين فيدراليين متضمنين بيرنانكي ولاكر وستين عن وجهة نظرهم في الاقتصاد الامريكي. لا يعتبر لاكر عضو مصوت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ولكن بلوستر وستين هما عضوان مصوتان في اللجنة الفيدرالية هذا العام ويميل اتجاه كلاهما بشكل عام الى تضييق السياسة النقدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى