اخبار اقتصادية

قوة مفاجئة لمؤشرات مديري المشتريات في منطقة اليورو

صدرت اليوم مجموعة من الأخبار المتعلقة بالبنوك المركزية، حيث قرر البنك المركزي السويسري في اجتماع السياسة النقدية اليوم الإبقاء على سعر الفائدة بدون تغيير عند 0%، والأكثر أهمية من ذلك هو قرار البقاء على قاعدة تداول اليورو/ فرنك عند 1.20 بدون تغيير، مخالفًا توقعات السوق برفع هذه القاعدة إلى 1.25.

ومن المحتمل أن البنك السويسري لا يريد الخوض في الوقت الحالي في قضية حماية الفرنك في الوقت الذي وصلت فيه أزمة الديون في منطقة اليورو إلى هذا المنحنى الخطر، حيث قد تكون أي محاولات منه لحماية الفرنك على حساب اليورو سبب في الحد من فرص النجاة من هذه الأزمة. وعلى الرغم من أن البنك السويسري يريد إضعاف الفرنك السويسري، إلا انه يريد أيضًا الحفاظ على مصداقيته وبالتالي فإنه سوف ينتظر أولا حتى يحرك السوق الفرنك وبعدها سيقرر ما سيراه مناسبًا، حيث أكد البنك على استعداده لاتخاذ اللازم لحماية الاقتصاد ومنع المخاطر الانكماشية من التفشي فيه. وأضاف البنك السويسري أن الضغوط التضخمية قد تضعف لبعض الوقت وأن مؤشر أسعار المستهلك يقع في منطقة سلبية منذ أكتوبر. وطالما أن مخاطر الانكماش قريبة من الاقتصاد السويسري، فمن المحتمل رفع قاعدة تداول اليورو/ فرنك على المدى المتوسط.

وكرد فعل في سوق الفوركس لعدم اتخاذ أي إجراءات اليوم من البنك السويسري، انخفض اليورو/ فرنك بشكل حاد متجاوزًا المتوسط المتحرك لخمسين يوم بعد هذه الأخبار الاقتصادية. ويجد اليورو/ فرنك بعض الدعم عند 1.2250، ويليه مستوى 1.2200 وهو المتوسط المتحرك البسيط لمائتين يوم.

سجلت مؤشرات مديري المشتريات في منطقة اليورو قوة على نحو مفاجئ خلال شهر ديسمبر. ولكن على الرغم مما سجله من ارتفاع، إلا أن هذه المؤشرات لا تزال عند مستويات تدل على الركود. فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب من 47 إلى 47.9. ويدعم هذا التحسن في قراءة هذا المؤشر وجهة النظر التي تميل إلى احتمالية انخفاض الإنتاج بشكل حاد خلال الربع الرابع من عام 2011. ويتوقع اغلب المحللين أن تدخل منطقة اليورو في مرحلة من الركود، حيث تشير التكهنات بأن معدل النمو الاقتصادي في منطقة اليورو خلال الربع الرابع من عام 2011 والربع الأول من عام 2011 سيكون معدل سلبي. ومن الجدير بالذكر أن الاقتصاد في منطقة اليورو يواجه رياح مضادة قوية متمثلة في الضيق المالي المستمر وتعثر القطاع المصرفي ، الأمر الذي يضغط على الاستثمارات والاستهلاك الشخصي في المنطقة.

وبشكل عام وعلى الرغم من البيانات الايجابية القوية التي جاءت من منطقة اليورو على مدار هذا الأسبوع، إلا أن هذا غير كافي لإضعاف النغمة الهبوطية للأصول المعتمدة على اليورو. وبمتابعة حركة الأسهم الأوروبية، شهدنا اليوم افتتاح على ارتفاع طفيف لها، واستمرار تذبذب اليورو حول مستوى 1.30، وبالتالي نعتقد انه سيتم استخدام أي قوة للعملة الأوروبية للاستفادة من ذلك ببيعها، ونتوقع أن يمتد انخفاض اليورو في الأيام القادمة إلى 1.2860 (مستوى الدعم الذي يقع عند مستوى التصحيح 100% لحركة الارتفاع إلى مستوى 1.4940 في بداية مايو). وفي المستقبل القريب، يعمل مستوى 1.2960 كمنطقة دعم أساسية. ومن بين البيانات الاقتصادية الأخرى من منطقة اليورو، كان مؤشر أسعار المستهلك من منطقة اليورو لشهر نوفمبر قد سجل نسبة 3% كما كان متوقع له.

ومن ناحية أخرى، انخفضت مبيعات التجزئة البريطانية الشهر الماضي بما يزيد عن التوقعات، مما زاد من الضباب المحيط بالصورة الاقتصادية في بريطانيا. فقد انخفضت المبيعات البريطانية في نوفمبر بنسبة 0.4%، وبعد استثناء السيارات سجلت انخفاض بنسبة 0.7%، مما يدل على عدم حماسة المستهلكين للشراء في موسم الأجازات. ولكن مع وجود توقعات بتباطؤ مبيعات التجزئة في موسم الكريسماس، فقد يتجه البائعين إلى وضع خصومات إضافية على ما لديهم من سلع في محاولة منهم لجذب المشترين.

وقد أعلن البنك البريطاني اليوم عن انخفاض التوقعات التضخمية، مؤكدين بذلك على التوقعات بانخفاض التضخم بحدة العام القادم، الأمر الذي يزيد من احتمالية قيام البنك البريطاني بمزيد من التسهيل الكمي خلال الربع الأول من 2012.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى