اخبار اقتصادية

جلسة تعاملات لندن: إنجاز مفاجئ في قمة الإتحاد الأوروبي

جلسة تعاملات لندن: إنجاز مفاجئ في قمة الإتحاد الأوروبي

في مؤتمر صحفي لم يكن مرتبًا له وعُقد صباح اليوم، أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي عن إجراء مجموعة من التغييرات الشاملة في مرافق الإنقاذ المالي في أوروبا في محاولة لحماية أسبانيا وإيطاليا من قبضة شرطة السندات.

وقد أحبت الأصول عالية المخاطر هذا الإعلان، وقفز اليورو نحو 200 نقطة بعد هذه الأخبار. كما يُتوقع أن يتم افتتاح العقود الآجلة للأسهم الأوروبية عند مستوى أعلى بشكل حاد.

وكانت أبرز التغيرات هي ما يلي:  

1-      أن قروض الإنقاذ للمصارف الأسبانية لن تعد تتمتع بالأقدمية

2-      إمكانية تمويل صناديق الإنقاذ (آلية الاستقرار المالي الأوروبي EFSF وآلية الاستقرار الأوروبية ESM) من جانب بلدان منطقة اليورو للمعاونة في خفض تكاليف إقتراضها حتى ولو لم توقّع هذه البلدان رسميًا على برامج إنقاذ.

3-      احتمال إعادة التفاوض بشأن حزمة الإنقاذ الخاصة بأيرلندا.

4-      أن التحول إلى صناديق إنقاذ أكثر مرونة لن يُنفذ لحين أن تنشأ سلطة إشراف مصرفية تغطي منطقة اليورو، والتي ستحتاج المفوضية الأوروبية لمهلة حتى نهاية العام لإعدادها.

 

مغزى هذه النتائج

1- لقد حاولت سلطات منطقة اليورو كسر الرابط السام بين البنوك والديون السيادية. وكانت الخطوة الخاصة بأسبانيا إيجابية للغاية من وجهة نظرنا. ورغم أنها لا تعالج لنا مشكلة القروض المتعثرة في ميزانيات البنوك الأسبانية، إلا أنها تعني أن ديون البنوك لن تعمل على انسداد بيان الميزانية السيادية لأسبانيا والذي كان متمتعًا بصحة نسبيًا قبل أن تبدأ البنوك في التعثر. وهذا من شأنه أن يساعد على خفض تكاليف اقتراض أسبانيا على المدى من القصير إلى المتوسط.

2- أنه يظهر أن كتلة البلدان الشمالية من الاتحاد والتي تقودها ألمانيا، والتي كانت تعارض السماح لآلية الاستقرار الأوروبية بشراء الديون السيادية، ترغب في تقديم بعض التنازلات مع محاولة الإتحاد الأوروبي لحل أزمة الديون السيادية. وجاء إجراء التخلص من أقدمية الائتمان لقروض الإنقاذ لصالح بنوك أسبانيا خطوة في غاية الإيجابية بالنسبة لنا حيث أنها تشجع القطاع الخاص على الاستثمار في الديون السيادية لأسبانيا وإيطاليا. وكان رئيس الوزراء الفنلندي قد تحدث أمس فقط معارضًا هذه الخطوة.

3- ولكن ألمانيا وشركاها لن ينطلي عليها الأمر في هذه القمة. إن نشأة سلطة مصرفية مركزية تعد علامة على تغير كبير بالنسبة لأوروبا. فهي تعني التخلص من 17 سلطة فردية وستعمل على دفع قواعد إعادة الرسملة في أنحاء القارة وتسمح لمستويات رأس المال في البنوك الأوروبية بالنهوض لنفس مستويات نظرائها الأمريكية.

4- إن إقامة اتحاد مصرفي قد يكون تمهيدًا لإقامة اتحاد مالي، والذي يعتقد الكثير من الناس أنه السبيل الوحيد لإنقاذ كتلة العملة.

ولكن ما هي مساوئ هذه الخطوة؟

1-    أن صناديق إنقاذ الـ EFSF/ESM لا يتوافر فيها سوى 500 مليار يورو من رأس المال التوافر، فيما يُقدّر إجمالي الالتزامات على ميزانيات أسبانيا وإيطاليا بنحو 2.4 تريليون يورو. وقد يحد هذا من حماسة السوق حيث لم نسمع أي أخبار عن النية في استكمال قيمة صناديق الإنقاذ.

2-     الجدول الزمني: تسير الأمور على وتيرة بطيئة للغاية في أوروبا، وقد تستغرق عملية الإشراف المصرفي الواحدة المشرف المصرفي الواحد أكثر من 6 أشهر لكي تُنفذ ، وهو ما قد يعني تأخير التغيرات المقترحة لصناديق الإنقاذ الأوروبية.

 

تحركات سوق الفوركس

تأتي هذه الخطوة موجبة من ناحية المخاطر، وهو أمر جيد بالنسبة للسلع والأسهم واليورو وعملات السلع، وقد يسهم في تقليل الطلب على عملات الملاذ الآمن كالدولار والين. وكان زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD قد ارتفع بشكل حاد في الجلسة الأسيوية، ويحبس المستثمرون أنفاسهم انتظارًا لقيام أوروبا بالتحرك. وكان أعلى مستوى سجله هذا الزوج حتى الآن هو 1.2630. وبالتطلع إلى الأمام، كنا قد رأينا اليورو يرتفع عندما قل خطر الائتمان في بلدان أطراف أوروبا. ومن ثم فعليك معرفة الاتجاه القادم بمراقبة أسواق السندات الأسبانية والإيطالية.  

ونحن نعتقد أن هذه التحرك، ورغم أنه ليس نهاية الطريق بالنسبة لأزمة الديون السيادية، سوف يسهم في تقليل الأعباء السيادية في إيطاليا وأسبانيا.وعليه، قد تقوم الأسواق بالتوسع في ارتفاعها في الأجل من القريب إلى المتوسط، وقد نشهد حركة نحو مستوى 1.2650 في البداية، ثم إلى 1.2750. بيد أن احتمالات حدوث خفض لأسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل قد يقوض من مكاسب اليورو.

وعلى الأجل القصير، قد يتوقف الهبوط عند مستوى 1.2575 (خط التنكان على السحابة) وقد يقف الاتجاه الصعودي عند حاجز 1.2680. وفوق هذا المستوى، يعد مستوى 1.2790 سيكون هو المستوى المستهدف حيث يمثل قاع سحابة إيشوموكو، ونهاية الاتجاه الهبوطي الفني.

الرسم البياني اليومي لزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD

نعتقد أن الأسهم قد تكون المستفيد الأكبر من أخبار قمة الإتحاد الأوروبي اليوم. وكان مؤشر  Eurostoxx قد انخفض لأشهر جراء أوضاع قطاعه المصرفي، لذا فقد تأتي هذه التطورات كشيء إيجابي بالنسبة لهذا المؤشر الأوروبي. وسيفتح أي اختراق لأعلى من مستوى 2.175 المجال للوصول إلى مستوى 2.205 – وهو قاعدة سحابة إيشموكو. وتلك هي نهاية الاتجاه الهبوطي فنيًأ، وقد نرى امتداد في المكاسب من هذه النقطة إذا ما استمرت حالة الابتهاج إزاء أنباء القمة، وإذا ما استمرت التوقعات بأن يقوم المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى