اخبار اقتصادية

تصريحات ايجابية من محافظ البنك الاوروبي وانتظار بيانات هامة من امريكا اليوم

استمر التداول في الأصول عالية المخاطر في سوق العملات الأجنبية (الفوركس) bid into حتى آخر جلسات التداول لهذا الأسبوع، حيث اقترب زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD من مستوى 1.2300 في بداية جلسة التداول الأوروبية، فيما ارتفع الدولار الأسترالي AUD إلى أعلى مستوى أسبوعي جديد مسجلاً  1.0440 نقطة مع ارتفاع الأسهم لليوم الثاني على التوالي. وجاءت أجندة البيانات الاقتصادية في أوروبا خالية من الأنباء المهمة بسبب موسم الإجازات الصيفية، ولكن كلمات «ماريو دراجي» الداعمة لليورو واصلت صداها في أرجاء الأسواق لتدفع الأصول ذات المخاطر العالية في اتجاه صعودي.

وقد نوه السيد «دراجي» يوم أمس أن البنك المركزي الأوروبي ECB سيتخذ ما يلزم من إجراءات لحماية منطقة اليورو من الانهيار، ما أدى لإثارة توقعات بنيّة البنك في التحرك سريعًا لخفض تكاليف الإقراض في اقتصاديات جنوب أوروبا مثل أسبانيا. وقد كشفت أسبانيا اليوم عن أرقامها الخاصة بمعدلات البطالة والتي كانت إلى حد ما أفضل من المتوقع، بيد أنها أظهرت رغم ذلك ارتفاع البطالة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وهو 24.6%. إلا أنه لا ينبغي أخذ هذه الأرقام على حرفيتها حيث يعمل الكثير من الأسبان خارج الاقتصاد الرسمي، كما أن أحوال العمل ليست بالركود التي تصوره عناوين الأخبار. ومع ذلك، تظل الأحوال الاقتصادية في رابع أكبر اقتصاديات منطقة اليورو قاتمة بشكل واضح، وأدى إلى تفاقمها تكاليف خدمة الدين السيادية التي يجب على الدولة سدادها في الأسواق الائتمانية.

ومن ثم، فإن تعليق السيد «دراجي» والذي يأتي قبيل انعقاد اجتماع المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل، قد أثار توقعات بأن يستأنف البنك المركزي برنامجه لسوق الأوراق المالية SMP لدعم السندات وخفض العوائد في السوق الثانوية. وبدا بصفة عامة أن السلطات النقدية والمالية في منطقة اليورو قد بدأت أخيرًا في إدراك حجم الأوضاع الاقتصادية الرهيبة في المنطقة، وانطلقت لتوها في التنسيق لاستجابة سياسية أكثر فعالية إزاء ضغوط أزمة الديون السيادية.

ويظل ما يرد إلى السوق من أنباء حتى هذه اللحظة محض أقاويل، كما يظل الكثير من أطراف السوق على تشككهم إزاء كفاءة أي مبادرة سياسية من الإتحاد الأوروبي. ولعل هذا أبرز الجوانب الإيجابية لآخر حركة ارتفاع. ورغم وقوف أغلب الشعور العام ضد اليورو، قد يكون أمام العملة الموحدة المزيد لتسلكه في الاتجاه الصعودي مع التراجع عن عمليات البيع عند أدنى بادرة لأخبار طيبة.

وفي أمريكا الشمالية اليوم، يتركز الاهتمام على بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية، حيث تتوقع الأسواق المزيد من الهبوط في النمو إلى نسبة 1.5% مقابل 1.9% في السابق، وهو ما يدعونا للاعتقاد بأن النمو قد تباطأ في الربع الثاني، مع انكماش مبيعات التجزئة للشهر الثالث على التوالي وفتور الزيادة في معدلات التوظيف على أقصى تقدير. ومع ذلك، تقدم لنا بيانات الناتج المحلي الإجمالي مفاجأة صعودية، فقد تسهم في ارتفاع الأصول عالية المخاطر، حيث يرى المتاجرون أرقام الربع الثاني تمثل أقل نقطة في النمو السنوي. فإذا ما تدهورت البيانات وأظهرت هبوطًا حادًا في النمو، فإن الارتفاع في تداول الأصول عالية المخاطر قد يتوقف فجأة لتغشى الأسواق موجة أخرى من القلق من انتشار عدوى التباطؤ إلى الاقتصاد العالمي برمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى