اخبار اقتصادية

زوج اليورو/دولار أمريكي وتوابع الانخفاض الى ما دون مستوى 1.20

زوج اليورو/دولار أمريكي ,وتوابع الانخفاض الى ما دون مستوى  1.20

تتجه أنظار الأسواق حاليًا إلى زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD وهو يواصل هبوطه إلى مستوى 1.20، ولكن أي مسار سيتخذه بعدها، وأين نحصل على مؤشرات مناسبة؟ للإجابة على هذا السؤال يتعين علينا النظر إلى محركات اليورو خلال الأشهر الأخيرة. ويجدر بنا التطلع إلى محركات اليورو منذ مايو عندما اخترق اليورو/دولار هبوطًا إلى أقل من مستوى 1.35-1.30 واستمر هذا الهبوط منذ فبراير.

وكانت أهم المحركات الدافعة للهبوط من ذلك الحين هي تفاقم المشكلات المالية لأسبانيا وإيطاليا، ومخاطر الانتخابات اليونانية وتوقعات بقيام البنك المركزي الأوروبي بإجراءات إضافية لوقف الأزمة. وخلال نفس الفترة، ومع بدء اليورو في الهبوط، رأينا الين الياباني JPY وهو يرتفع بقوة، وشهدنا هبوط عوائد السندات الألمانية قصيرة الأجل لأقل من الصفر – بشكل دال على استحكام حالة النفور من المخاطر في الأسواق.

بماذا نخرج من كل هذا؟ إن اليورو بات يفقد ميزة ارتفاع العوائد في سوق العملات الأجنبية (الفوركس)، وبات المستثمرون ينتقلون إلى الأصول الألمانية القوية للتحوط بها من انهيار تكتل العملة الأوروبية.

لذا فإن اليورو قد لا يحقق انتعاشًا ذا بال حتى 1) يبدأ المركزي الأوروبي في استعادة عوائده المرتفعة في مقابل الدولار الأمريكي USD 2) تتبدد التهديدات بانفصام عرى منطقة اليورو. بيد أن هذين العاملين مرتبطين ببعضهما – فالمركزي الأوروبي بحاجة لتخفيف سياسته النقدية بشدة، أثناء محاولة الساسة السعي لـ “إنقاذ” كتلة اليورو.

وهذا أحد الأسباب التي تدعونا للاعتقاد بأن اليورو قد لا ينزلق لهبوط طويل لأدنى من 1.20 على الأجل المتوسط، نظرًا لأن قرار المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة للخروج من دائرة المستويات المتدنية المسجلة وخفض أسعار الإيداع (وهو السعر الذي تجنيه البنوك من إيداع النقد في المركزي الأوروبي) إلى صفر%، قد يسهم في تخفيف الضغوط الائتمانية في المنطقة. ورغم أن العائد yield هو أكبر محركات سوق العملات الأجنبية (الفوركس)، إلا أنه مع تدهور المخاطر الائتمانية (نتيجة لتحرك المركزي الأوروبي ربما) قد تبدأ العملة الموحدة في الاستقرار مرة أخرى.

ورغم أننا نعتقد أن الطريق الممتد أمام العملة الموحدة سيكون مليئا بالمطبات، إلا أننا قد نرى أن تسير حركة تداول اليورو/دولار أمريكي EURUSD  على المدى الطويل (6-9 أشهر) بين مستوى 1.15 و 1.35. ومن الصعوبة بمكان أن نتوقع بدقة حركة الهبوط والارتفاع في السوق، لذا فإن تبني إستراتيجية تداول طويلة الأجل قد تكون الخيار الأكثر فاعلية، حيث يمكنك أن تسجل أمر شراء عند مستوى 1.15 وأمر بيع عد 1.35

زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD: شكل الحياة خلال الـ 6-9 أشهر المقبلة

تتمثل محركات اليورو التي علينا متابعتها فيما يلي:

1) احتياطي النقد الأجنبي في الصين

كان هذا أكبر العوامل الداعمة لليورو في الأعوام الأخيرة، حيث يُعتقد أن تنويع احتياطي البنك المركزي قد ساهم في تعزيز مكانة اليورو. فإذا ما بدأ الاحتياطي في الهبوط فستكون محصلة ذلك سلبية على اليورو.

2) فارق العوائد

يقع حاليًا سعر مبادلة اليورو القائم على مؤشر متوسط الفائدة الليلية لليورو Eonia (وهو أحد مؤشرات أسعار الفائدة الأوروبية) عند أدنى مستوى مسجل له منذ بدء التعامل باليورو. فإلى أي مدى سيزداد هذا الهبوط؟ لقد بات قريبًا بالفعل من الصفر. ولنا أن نتوقع أن نشهد حالة من الذعر في الاسواق إذا ما زاد تدهور العوائد، ومن ثم فربما يكون المركزي الأوروبي قد استعد لخفض أسعار الفائدة على العملة الموحدة تحسبًا لهذا الاحتمال.

3) عوائد السندات الألمانية لسنتين

طالما ظلت هذه العوائد سلبية، فسيعني ذلك تزايد حدة الضغوط في كتلة اليورو بشكل قد يطيح بالارتفاعات المسجلة، ومن ثم فقد نشهد على المدى الطويل أن تقف هذه العوائد عند حاجز  1.35.

وبالطبع، فإن اليورو لا يمثل سوى أحد طرفي معادلة زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD، ونرى أن الدولار لن يحقق على الأرجح انتعاشًا ذا بال ويعود على ارتفاعاته التي شهدناها في حقبة الثمانينات أو أواخر التسعينيات على المدى القريب بسبب المخاوف المالية التي تحوطه الآن، بيد أن هذا موضوع دراسة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى